أكتشاف الاسرة للطفل الموهوب :
أصبح الاهتمام بالموهوبين ضرورة يفرضها التقدم العلمي والتكنولوجي، ومن المعروف أن هذه الفئة إذا لم تتوافر لها الرعاية الكافية التي توجهها الوجه الصحيحة فإن مواهبها تخبو وتنطفئ تدريجياً حتى يصل صاحبها إلى مستوى الفرد العادي.
ومن هنا يبدأ دور الأسرة في تنمية الموهبة والإبداع يمثل تحدياً آخر يواجه أسر الموهوبين من أجل توفير البيئة الصحيحة لتنمية الموهبة - والأسرة تلعب الدور الأهم في تشكيل الموهبة لدى الطفل وخاصة الأم فقد تبين في إحدى الدراسات أن الأم هي أول من يكتشف أن طفلها موهوب، والأسرة إذا لم تقم بتشجيع الطفل وتوفير المناخ الملائم له في البيت، فإن الموهبة قد تبقى كامنة.
ودور البيت أهم من دور المدرسة في تنمية الموهبة لدى الطفل. ولكن على الرغم من ذلك فإن غياب دور المدرسة في اكتشاف الموهوبين وتنميتهم, أو قهر الموهبة بإتباعها أساليب تربوية عقيمة سوف يؤدي إلى إعاقة دور الأسرة. فمن خلال مقالي هذا أقول على الآباء والأمهات ملاحظة أبنائهم من خلال بعض التصرفات، فقد يلاحظ العديد من الأهل بعض الأنماط السلوكية المحيرة لطفلهم، فتارة يرونه عائداً من المدرسة شاكياً باكياً من السأم والملل بسبب رتابة الدروس، أو بطء سرعة المنهج، أو عدم وجود من ينافسه في الصف، أو سخف أقرانه، وتارة أخرى يلقونه عازفاً عن أداء الواجبات المدرسية ليركز انتباهه على لعب الألعاب التي تحتاج إلى ذكاء، أو الكمبيوتر لساعات طوال دون كلل أو ملل، أو يمضي وقته يتابع قراءة قصص أعلى من مستوى عمره بسنوات بشغف ونهم كبيرين. وأحيانا يمطرهم بوابل من الأسئلة الصعبة التي تنم عن وجود قدرة عالية على التفكير المجرد أعلى من مستوى عمره بكثير، وقد يسأل أسئلة عديدة عن أسرار الكون، والذات الإلهية، والخير والشر، والحياة والموت، في عمر مبكر، بينما أقرانه في عمره نفسه ما زال كل منهم يفكر كيف يربط رباط حذائه.
كما يلاحظ هؤلاء الآباء أن طفلهم يميل إلى مصاحبة أطفال أكبر منه سناً، بينما لا يلقى قبولاً من أقرانه من العمر نفسه، وهو يتسم بالحساسية الشديدة، شديد الوعي بذاته، دائم النقد لنفسه، وعندما يجادل فإنه يجادل بحذق ومهارة، ويتمتع بمهارات فائقة في الإقناع، حتى يفوز برأيه، وهو قادر على أن يقنع الطرف الآخر بالوجه النقيض للمسألة نفسها أيضاً. وحين يتحدث يستخدم مفردات صعبة وكأنه فيلسوف صغير، والغريب في الأمر أن يرى الأبوان في الوقت نفسه هذا الفيلسوف الصغير عندما يخلد إلى سريره لينام يأخذ لعبته معه متشبثاً بها ليشعر بالأمن والراحة. وقد يكون السر وراء هذه الأنماط السلوكية الغريبة وجود موهبة كامنة لدى طفلهم تنتظر الفرصة للظهور والانطلاق، ولكن الآباء يشعرون بالحيرة والقلق حيالها لعدم وعيهم بطبيعة الموهبة وخصائصها، وعدم معرفتهم بدورهم في الكشف عن طفلهم الموهوب، وجهلهم بأساليب توفير المناخ الملائم لتنمية موهبته ورعايتها، وكذلك عدم معرفتهم بأساليب التعامل الصحيح معه, مما يجعل مسألة تربية الطفل الموهوب ورعايته تحديا كبيراً للأسرة. وختاماً فقد استهدفت في هذا المقال أن أشير إلى أهمية عملية اكتشاف الموهوبين ورعايتهم بالأساليب العلمية، وألا تترك هذه العملية للاجتهادات والبرامج العشوائية التي تكلف الكثير من الجهد والمال والوقت دون عائد يذكر، فقد ظلت عملية اكتشاف الموهوبين تخضع لأساليب غير علمية عبر مراحل طويلة في التطور الحضاري للإنسان، حيث اعتمد اكتشافهم على الصدفة والملاحظة العابرة والخبرة الشخصية وغيرها من الأساليب غير المقننة أو المضبوطة علمياً.
أما الآن ونحن نعيش عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات وانتشار المعرفة فإنه يجب علينا أن نستخدم كل ذلك ونوظفه بشكل جيد في اكتشاف ما وهبه الله لنا من أبناء موهوبين حق علينا اكتشافهم ورعايتهم.
ومن هنا يبدأ دور الأسرة في تنمية الموهبة والإبداع يمثل تحدياً آخر يواجه أسر الموهوبين من أجل توفير البيئة الصحيحة لتنمية الموهبة - والأسرة تلعب الدور الأهم في تشكيل الموهبة لدى الطفل وخاصة الأم فقد تبين في إحدى الدراسات أن الأم هي أول من يكتشف أن طفلها موهوب، والأسرة إذا لم تقم بتشجيع الطفل وتوفير المناخ الملائم له في البيت، فإن الموهبة قد تبقى كامنة.
ودور البيت أهم من دور المدرسة في تنمية الموهبة لدى الطفل. ولكن على الرغم من ذلك فإن غياب دور المدرسة في اكتشاف الموهوبين وتنميتهم, أو قهر الموهبة بإتباعها أساليب تربوية عقيمة سوف يؤدي إلى إعاقة دور الأسرة. فمن خلال مقالي هذا أقول على الآباء والأمهات ملاحظة أبنائهم من خلال بعض التصرفات، فقد يلاحظ العديد من الأهل بعض الأنماط السلوكية المحيرة لطفلهم، فتارة يرونه عائداً من المدرسة شاكياً باكياً من السأم والملل بسبب رتابة الدروس، أو بطء سرعة المنهج، أو عدم وجود من ينافسه في الصف، أو سخف أقرانه، وتارة أخرى يلقونه عازفاً عن أداء الواجبات المدرسية ليركز انتباهه على لعب الألعاب التي تحتاج إلى ذكاء، أو الكمبيوتر لساعات طوال دون كلل أو ملل، أو يمضي وقته يتابع قراءة قصص أعلى من مستوى عمره بسنوات بشغف ونهم كبيرين. وأحيانا يمطرهم بوابل من الأسئلة الصعبة التي تنم عن وجود قدرة عالية على التفكير المجرد أعلى من مستوى عمره بكثير، وقد يسأل أسئلة عديدة عن أسرار الكون، والذات الإلهية، والخير والشر، والحياة والموت، في عمر مبكر، بينما أقرانه في عمره نفسه ما زال كل منهم يفكر كيف يربط رباط حذائه.
كما يلاحظ هؤلاء الآباء أن طفلهم يميل إلى مصاحبة أطفال أكبر منه سناً، بينما لا يلقى قبولاً من أقرانه من العمر نفسه، وهو يتسم بالحساسية الشديدة، شديد الوعي بذاته، دائم النقد لنفسه، وعندما يجادل فإنه يجادل بحذق ومهارة، ويتمتع بمهارات فائقة في الإقناع، حتى يفوز برأيه، وهو قادر على أن يقنع الطرف الآخر بالوجه النقيض للمسألة نفسها أيضاً. وحين يتحدث يستخدم مفردات صعبة وكأنه فيلسوف صغير، والغريب في الأمر أن يرى الأبوان في الوقت نفسه هذا الفيلسوف الصغير عندما يخلد إلى سريره لينام يأخذ لعبته معه متشبثاً بها ليشعر بالأمن والراحة. وقد يكون السر وراء هذه الأنماط السلوكية الغريبة وجود موهبة كامنة لدى طفلهم تنتظر الفرصة للظهور والانطلاق، ولكن الآباء يشعرون بالحيرة والقلق حيالها لعدم وعيهم بطبيعة الموهبة وخصائصها، وعدم معرفتهم بدورهم في الكشف عن طفلهم الموهوب، وجهلهم بأساليب توفير المناخ الملائم لتنمية موهبته ورعايتها، وكذلك عدم معرفتهم بأساليب التعامل الصحيح معه, مما يجعل مسألة تربية الطفل الموهوب ورعايته تحديا كبيراً للأسرة. وختاماً فقد استهدفت في هذا المقال أن أشير إلى أهمية عملية اكتشاف الموهوبين ورعايتهم بالأساليب العلمية، وألا تترك هذه العملية للاجتهادات والبرامج العشوائية التي تكلف الكثير من الجهد والمال والوقت دون عائد يذكر، فقد ظلت عملية اكتشاف الموهوبين تخضع لأساليب غير علمية عبر مراحل طويلة في التطور الحضاري للإنسان، حيث اعتمد اكتشافهم على الصدفة والملاحظة العابرة والخبرة الشخصية وغيرها من الأساليب غير المقننة أو المضبوطة علمياً.
أما الآن ونحن نعيش عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات وانتشار المعرفة فإنه يجب علينا أن نستخدم كل ذلك ونوظفه بشكل جيد في اكتشاف ما وهبه الله لنا من أبناء موهوبين حق علينا اكتشافهم ورعايتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق