الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

معنى الموهبه والتفوق العلمي وخصائص الموهوبين





يختص الله سبحانه وتعالى بعضاً من عباده بملكات معينة، وهي ما يطلق عليها الموهبة الفطرية وهذه الموهبة إذا ما اكتشفت في وقت مبكر وتناولتها أيد خبيرة وتعهدتها بالعناية والرعاية فإنها سوف تصقل ويصبح لها شأن كبير أما إذا لم تلاحظ فإنها سوف تضمحل وتفنى ويصبح صاحبها مثيلاً لغيره من المغمورين ويفقد المجتمع والأمة بكاملها تلك المنحة الإلهية التي قدمت لهم ولم يحسنوا استغلالها. ولا شك أننا بحاجة ماسة لهذه المواهب، بما يوجد على أولي الأمر والمسئولين أن يتبنوها ويشجعونها لأنها الذخيرة التي تغذي الأمة وتثريها فكرياً واقتصادياً. وقد أثبتت البحوث والدراسات العلمية أن هناك نسبة ما بين 2 – 5% من الناس يمثلون المتفوقين والموهوبين، حيث يبرز من بينهم العلماء والمفكرين والمصلحين والقادة والمبتكرين والمخترعين، والذين اعتمدت الإنسانية منذ أقدم عصورها في تقدمها الحضاري على ما تنتجه أفكارهم وعقولهم من اختراعات وإبداعات وإصلاحات. والموهوب أو المتفوق هو التلميذ الذي يوجد لديه استعداد أو قدرة غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من لمجالات التي يقدرها المجتمع، وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير ألابتكاري، والتحصيل الأكاديمي، والمهارات والقدرات الخاصة، ويحتاج إلى رعاية تعليمية خاصة لا تستطيع المدرسة تقديمها في منهج الدراسة العادية. ويعد الموهوبون و المتفوقون في كل مجتمع الثروة الوطنية التي سيكون لها شأن عظيم بإذن الله تعالى في تقدم وازدهار الأمم ومن هنا تتضح أهمية الاهتمام بهذه الفئة وتقديم الرعاية اللازمة لها لاستثمار طاقاتها وقدراتها بالشكل الأمثل ورعاية الموهوبين مسؤولية الجميع.

مفهوم التفوق


تناول كثير من البحثين في علم النفس والتربية مفهوم التفوق إلا أنه ظهر بينهم اتجاهات مختلفة في تعريفهم لمفهوم التفوق، فمنهم من عرفه في ضوء مستوى التحصيل الدراسي ومنهم من عرفه في ضوء مستوى الذكاء ومنهم من عرفه في ضوء مستوى الأداء ومنهم من عرفه في مستوى الموهبة.( عبد الله سليمان عبد الله، 1985(

مفهوم الموهبه:

من الملاحظ انه تم استخدام هذا المصطلح في الستينات من هذا القرن، ليدل على أن الموهوبين هم أصحاب المواهب، وهم من تفوقوا في قدرة أو أكثر من القدرات ت الخاصة، وكان يميل البعض لاعتبارها أنها لا تتعلق بالمجالات الأكاديمية، بل تتعلق بالفنون، والألعاب الرياضية، والمجالات الحرفية المختلفة، والمهارات الميكانيكية، والقيادة الاجتماعية، أي في مجالات بعيدة الصلة عن الذكاء. إلى أن جاء لانج وايكبوم ( 1932) واعتبر المواهب قدرات خاصة، ذات أصل تكويني لا ترتبط بذكاء الفرد أيضاً، بل أن بعضها قد يوجد عند المتخلفين عقلياً، و قد اعتبرها موروثة ، وقد استشهد على ذلك بأن بعض الأسر ترث موهبة الغناء والموسيقى. و هكذا فقد استخدم مفهوم الموهبة، ليدل على مستوى أداء مرتفع يصل إليه الفرد في مجال ما لا يرتبط بالذكاء، و إنها لعوامل الوراثة الأمر الذي جعل البعض لا يقبل بهذا المفهوم عن الموهبة، وأراد أن يشير إلى مجال التفوق العقلي( عبيد، 2000(
أما علماء النفس فيرون بأن المواهب لا تقتصر على جوانب معينة للفرد، و أنما تمتد لتشمل جوانب الحياة المختلفة، و أن الظروف البيئية تلعب دوراً فيها. فتلك النشاطات تستحث ذكاءه إذا كان مرتفعاً، ليصل إلى مستوى أداء مرتفع، وبذلك يصبح موهوباً، وبناء على ذلك ارتبطت الموهبة بالذكاء المرتفع، ليصل إلى مستوى أداء مرتفع وبذلك يصبح موهوباً، وبناء على ذلك ارتبطت الموهبة بذكاء الفرد، أو بمستوى قدراته العقلية العالية فمن خلالها سيعطى أنتاجاً متميزاً ( العزة، 2000(
و قد أشارت هافجرست ( 1960) بأن الموهوبين هم الذين يظهر في أدائهم، في أي مجال من المجالات التي تحظى بقبول الجماعة التي يعيشون بينها.

خصائص الموهوبين والمتفوقين:

الخصائص العامة:

 1- يتعلمون القراءة مبكراً ( قبل دخول المدرسة أحيانا ولديهم ثروة مفردات كبيرة).
2- يتعلمون المهارات الأساسية أفضل من غيرهم وبسرعة ويحتاجون فقط إلى قليل من التمرين
3- أفضل من أقرانهم في بناء الفكر والتعبير التجريدي واستيعابه
4- أقدر على تفسير التلميح والإشارات من أقرانهم.
5- لا يأخذون الأمور على علاتها، غالباً ما يسألون كيف ؟ ولماذا ؟
6- لديهم القدرة على العمل معتمدين على أنفسهم عند سن مبكرة ولفترة زمنية أطول.
7-  لديهم القدرة على التركيز والانتباه لمدة طويلة.
8- غالباً ما يكون لديهم رغبات و هوايات ممتازة وفريدة من نوعها.
9-  يتمتعون بطاقة غير محدودة.
10- لديهم القدرة المتميزة للتعامل الجيد مع الآباء والمدرسين والراشدون ويفضلون الأصدقاء الأكبر منهم سنا.


خصائص إبداعية ( ابتكارية: (

1- مفكرون سلسون فصحاء قادرون على التصور لعدد من الاحتمالات والنتائج والأفكار التي لها علاقة بالموضوع المطروح للنقاش.2- مفكرون مرنون قادرون على طرح بدائل واختيارات واقتراحات عند اشتراكهم في حلول المشاكل.
3-لديهم القدرة و الإبداع والربط بين المعلومات والأشياء والأفكار والحقائق التي تبدو وكأن ليس لها علاقة ببعضها.
4- مجتهدون وجادون في البحث عن الجديد من الخطوات والأفكار والحلول.
5- لديهم الرغبة و عدم التردد في مواجهة المواقف الصعبة والمعقدة ويبدون نجاحا في إيجاد الحلول للمواقف الصعبة.
6- لديهم القدرة على التخمين الجيد وبناء الفرضيات أو الأسئلة.7- يعرفون باندفاعيتهم وحدسهم داخل نفوسهم ويبدون حساسية عاطفية تجاه الآخرين.
8- يتمتعون بمستوى عال من غريزة حب الاستطلاع والأفكار و المواقف والأحداث.
9-عادة ما يمارسون المزاح والتخيلات الذكية.
10-أنشط ذهنيا من أقرانهم وغالباً ما يظهرون ذلك عند اختلاف وجهات النظر.


الخصائص الدافعية:

يسعى حثيثا لإتقان أيّ عملٍ يوكل إليه أو يرغبه ويقوم بتنفيذه بدقة، في الوقت الذي يفضّل العمل بمفرده، كما أنّه لا يستريح إلى الأعمال الروتينية، وهو إذ ذاك بحاجة إلى قليل من الحث لإتمام عمله

الخصائص التعليمية:

1- يتصفون بقوة الملاحظة لكل ما هو مهم وكذلك رؤية التفاصيل المهمة.
2- غالبا ما يقرون الكتب والمجلات المعدة للأكبر منهم سنا.
3-  يستمتعون كثيرا بالنشاطات الفكرية.
4-  لهم القدرة على التفكير التجريدي وابتكار وبناء المفاهيم.
5-  لهم نظرة ثاقبة لعلاقات الأثر والمؤثر.
6- محبون للنظام والترتيب في حياتهم العامة.
7-  قد يستاؤون من الخروج على الأنظمة والقواعد.
8- عندهم حب الأسئلة لغرض الحصول على المعلومات كما هي لقيمتها الاستعمالية.
9- عادة ما يكونون ناقدين مقيمين وسريعين في ملاحظة التناقض والتضارب في الآراء والأفكار.
10- عندهم القدرة على الإلمام بكثير من المواضيع واسترجاعها بسرعة وسهولة.
11-  يستوعبون المبادئ العلمية بسرعة وغالبا ما تكون لديهم القدرة على تعميمها على الأحداث والناس أو الأشياء.
12- لهم القدرة على اكتشاف أوجه الشبه والاختلاف وكشف ما يشد عن القاعدة.
13- غالبا ما يقسمون المادة الصعبة ويجزئونها إلى مكوناتها الأساسية ويعملون على تحليلها وفق نظام معين.
14- لديهم القدرة الجيدة على الفهم والإدراك العام.



الخصائص القيادية:

1- كفو في تحمّل المسئوليّات.
2- ينجز كلّ ما يوكل إليه.
3- يتمتّع بثقةٍ كبيرة في نفسِه، فلا يعبأ بالجمهور إذا تحدّث إليهم.
4- كما يتمتّع بالمرونة في التفكير والمرونة في العمل في البيئات المختلفة.
5- اجتماعي بطبعه يهيمن على من حوله، ويدير الأنشطة التي يشارك بها.



الخصائص السلوكية:


1- لديهم الرغبة لفحص الأشياء الغريبة وعندهم ميل وفضول للبحث والتحقيق.
2- تصرفاتهم منظمة ذات هدف وفعالية وخاصة عندما تواجههم بعض المشاكل.
3- لديهم الحافز الداخلي للتعلم و البحث وغالبا ما يكونون مثابرين و مصرين على أداء واجبا تهم بأنفسهم
4- يستمتعون بتعلم كل جديد وعمل الأشياء بطريقة جديدة.
5- لديهم القدرة على الانتباه والتركيز أطول من أقرانهم
6- كثر استقلالية واقل استجابة للضغط من زملائهم.
7- لديهم القدرة على التكيف من عدمه مع الآخرين حسب ما تقتضيه الحاجة.
 يتمتّعون بروح الدعابة والطرفة والفكاهة، فالموهوب أو المتفوق 8- مرهف الحس ذو عاطفة جياشة وسريع 
التأثر، ذواق للجمال وملم بالإحساس الفني.
9لديهم القدرة على الجمع بين النزعات المتعارضة كالسلوك الهادم والبناء.
 10-ادة ما يظهرون سلوك أحلام اليقظة.
 11- يخفون قدراتهم أحيانا حتى لا يبدون شاذين بين أقرانهم.
12- غالبا ما يكون لديهم الإحساس الواضح والحقيقي حول قدراتهم وجهودهم


هناك تعليقان (2):

خصائص الموهوبين المعرفية

ي ظهر الطفل الموهوب قدرة فائقة على تعلم النظم اللغوية و الرياضية و معالجتها في مرحلة مبكرة من العمر ، و سرعان ما تظهر مهاراتهم في التعامل ...