يظهر الطفل الموهوب قدرة فائقة على
تعلم النظم اللغوية و الرياضية و معالجتها في مرحلة مبكرة من العمر ، و سرعان ما
تظهر مهاراتهم في التعامل مع اللغة و الأرقام ، و حل الألغاز ، و استخدام التراكيب
المعقدة بفصل مكوناتها الخاصة بها ، و إدراك الإجابات التي تنطوي على استخدام
الأشكال المتشابهة أو
يكشف الطفل الموهوب و المتفوق في سن
مبكرة عن رغبة قوية في التعرف على العالم من حوله و فهمه ، و ذلك من خلال قوة
ملاحظته و طرحه التساؤلات التي تبدو غير منسجمة مع مستواه العمري أو الصفي ،
فالموهوب و المتفوق دائم السؤال عن كل ما يقع عليه حسه ، و يريد أن يعرف كيف و
لماذا حدثت الأشياء و ذلك بتوجيه كثير من الأسئلة الاستثارية ، و يرتبط حب الاستطلاع بقوة الملاحظة و
اليقظة لما يدور في المحيط .النظم غير اللغوية .
يعرف اختبار الذكاء IQ) test) بأنه أسلوب لقياس
الذكاء. أي أنه فحص يستنتج منه رقم يهدف إلى قياس القدرات المعرفية للشخص في ما
يتعلق بفئته العمرية. وهذا يعني أشياء كثيرة لكثير من الناس، ولكن، عموما، هذا
الاختبار يقيس سرعة الفهم العقلي، أو ما يسمى ب "رشاقة العقل".
ويذكر أنه كثيرا ما يتم الخلط بين
الذكاء والمعرفة والحكمة والذاكرة وغير ذللك من الصفات. ولكن، وبشكل عام، فإن هذا
الاختبار يمتلك العديد من المعاني اعتمادا على السياق الذي يتم استخدامه به.
الذكاء مصطلح يشير عادة إلى محاولة
لقياس الرشاقة العقلية للشخص. وهناك العديد من اختبارات الذكاء القياسية المستخدمة
في جميع أنحاء العالم. ويعد الشخص الذي يحصل على علامة ما بين ال 90 و 110 متوسط
الذكاء. أما من يحصل على أكثر من 120، فيعد متفوقا. ومن يحصلون على نتيجة أقل من
70 فقد يشير ذلك إلى أن لديهم مشاكل في فهم الأسئلة أو التخلف. أما من يحصل على
درجة تزيد عن ال 130، فذلك شير إلى أنه شخص موهوب. ولكن بعض الاختبارات تعطي قيماً
عددية مختلفة، حيث يتم تحويل الرقم من اختبار لآخر بطريقة مشابهة لتلك التي يتم من خلالها تحويل درجات الحرارة من
فهرنهايت إلى مئوية أو العكس.
وينقسم اختبار الذكاء إلى الأجزاء
التالية:
● القدرات اللفظية،
● القدرات الرياضية،
● القدرات المكانية،
● القدرات المنطقية
ويشار إلى أن أعلى معدل للذكاء هو 228،
وذلك وفقا لكتاب غينيس للأرقام القياسية. هذه النتيجة تعود إلى 'أذكى' شخص في
العالم، وهي مارلين فوس سافانت، والتي سجلته عندما كان عمرها عشرة أعوام. وهذا من
شأنه، وفقا لبحث أجري مؤخراً، أن يتوافق مع حوالي 185 لدى شخص بالغ، غير أن بطل
الشطرنج بوبي فيشر قد تجاوزه بالحصول على 187، وكيم اونغ يونغ بالحصول على أكثر من
200.
ومن الجدير بالذكر أن اختبار الذكاء قد
بدأ بمقياس يعرف بمقياس ببينيه، والذي كان يهدف إلى أمر واحد، وهو تحديد الأطفال
في المدرسة الذين يحتاجون إلى تعليم خاص للحد من تدني مستواهم الدراسي.
تعددت الطرق والأساليب التي تستخدم في
التعرف والكشف عن الموهوبين .
وقد تطورت هذه الطرق والأساليب وفقا
لتطور المفاهيم والتعريفات ووفقاً لاحتياجات المجتمع ونظرته إلى الموهوبين وأهداف
وطبيعة البرامج التربوية والتعليمية لرعايتهم .
ولكن ينبغي أن ننظر إلى هذه الطرق
والأساليب على أنها مؤشرات ومنبئات عن إمكانية وجود الموهبة وليست محكاً أو
معياراً أكيداً للموهبة وإثبات وجودها.
فالمحك الحقيقي والمعيار الأكيد للتعرف
على الموهبة هو الإنتاج والأداء كالابتكارات العلمية أو الاختراعات التقنية أو
الإبداعات الفنية أو الأدبية التي تثبت بشكل عياني إنتاجية الفرد ومساهمته في تطور
المجتمع وتقدمه.
وقد تعددت الأساليب والطرق المستخدمة
في اكتشاف الموهوبين بالا دارة العامة لرعاية الموهوبين وفقاً للتعريف الإجرائي
المستخدم في هذا المجال والاختبارات والمقاييس المقننة على البيئة السعودية .
وسوف نعرض فيما يلي أهم الطرق
والأساليب التي تستخدم في التعرف على الموهوبين والكشف عنهم وذلك بشكل من
الإيجاز:ـ
أولا ـ تقديرات المعلمين :
من أول الطرق وأبسطها وأكثرها
استخداماً في الكشف عن الموهوبين هي تقديرات المدرسين وترشيحاتهم ، حيث يطلب من
(المعلمون) ترشيح الطلاب الذين يجدون أنهم متفوقون على أقرانهم ممن هم معهم في
الفصل أو في النشاط المدرسي أو من يقدر المعلم أن الطالب لديه استعدادات وقدرات
تدل على إمكانية وجود موهبة لدى هذا الطالب .
.
ثانياً ـ التحصيل الدراسي :
يعد التحصيل الدراسي من بين الوسائل
المستخدمة في التعرف على الطلاب الموهوبين إذ انه (التحصيل الدراسي) يعبر عن
المستوى العقلي الوظيفي للفرد كما يعد من أكثر الوسائل صدقاً في التنبؤ عن التحصيل
في المستقبل.
ثالثا ًـ الأنشطة اللاصفية
يعتبر منهج النشاط أو المشروعات التي
يقوم بها الطلاب من الوسائل التي يمكن للمعلم أن يكتشف بها الطالب بدوافعه وميوله
رابعاً ـ مقاييس الذكاء و الإبداع
يهتم علماء النفس بصفة عامة بقياس
الذكاء ودراسة سلوك الأذكياء ، وتعتبر مقاييس الذكاء و الإبداع من الطرق الأساسية
لعملية الكشف عن الموهوبين .
وتتخذ هذه المقاييس صوراً عديدة بعضها
فردي والأخر جماعي وبعضها لفظي وبعضها مصور ، بعضها تحرير والأخر عملي ، وكلها
تحدد نسبة ذكاء الفرد .ولكنها في مجملها تنقسم الى قسمين من حيث التطبيق نوردها في
الأتي :ـ
أولاً الذكاء الفردية
وهي الاختبارات التي تطبق على طالب
واحد في الوقت الواحد في الجلسة الواحدة وتعتبر أفضل وأنجح وسيلة للكشف عن
الموهوبين ،إلا إنها تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين كما تتطلب أخصائيين متمرسين وذوا
خبرة طويلة في هذا المجال .
ومن أمثلة مقاييس الذكاء الفردي
مايلي:ـ
1.مقياس ستانفورد بينيه للذكاء .
2.مقياس وكسلر لذكاء الأطفال .
3.مقياس وكسلر لذكاء الراشدين .
4.متاهات بورتيوس.
ثانياً مقاييس الذكاء الجمعية :
تقيس هذه المقاييس الذكاء بسرعة وخلال
فترة زمنية قصيرة إذ يمكن أن يقوم بإجرائها أخصائي واحد على مجموعة من الطلاب في
وقت واحد .
ويقصد به تزويد الطفل الموهوب - أيا كانت المرحلة
التعليمية - بنوع جديد من الخبرات التعليمية عن طريق تدعيم البرنامج أي تقديم
مناهج إضافية للمتفوقين إلى جانب المناهج العادية بحيث ينمي مواهب الطفل وقدراته
وخاصة :
1- القدرة على الربط بين المفاهيم والأفكار المختلفة .
2- القدرة على تقديم الحقائق والحجج تقويما نقديا .
3- القدرة على خلق آراء جديدة وابتكار طرق جديدة في
التفكير .
4- القدرة على مواجهة المشاكل المعقدة بتفكير سليم
والقدرة على فهم المواقف الجديدة في نوعها وزمنها .
ينقسم الإثراء إلى نوعين
1- إثراء أفقي وهو تزويد الموهوب بخبرات غنية في عدد من
الموضوعات المدرسية .
2- إثراء عمودي ويقصد به تزويد الموهوب بخبرات غنية
بموضوع معين .
بعض الاسس للبرامج الإثرائية
الأصل في البرامج الإثرائية هو مراعاة القدرة الفردية
للطالبات أي أنها تقوم على محتوى علمي ــ جانب تدريبي ــ جانب شخصي .. توافق البرنامج مع ميول الطالبة واحتياجات الفردية . توافق البرنامج مع ميول الطالبة بدون احتياجاتها . معرفة الاحتياج يتم عن طريق معرفة القدرات لدى الطالبة . لا يوجد امكانية لوضع منهج محدد للطالبات لأن البرامج
الإثرائية بشكل أساسي تخدم الميول الفردية للطالبات . خلق جو من التحدى بشكل تام للطالب . المرونة العامة لدى المدارس والمعلمين لخروج الطلبة من
الوقت الدراسي . الثقة الكاملة في الطالبة وفي قدرتها على اللحاق بما فات . نوعية المعلمة مهمة لأنها قائدة للطالبة تيسر للطالبة
الطرق والأدوات المفيدة في المجال التي تميل إليه الطالبة
...
البرامج الإثرائية :
هي خبرات تربوية تتسم بالتنوع والعمق العلمي والفكري
والتي غالباً لا تتوفرفي المنهج الدراسي .
مكونات البرامج الإثرائية( المفاتيح)
الخبرات التربوية : عبارة عن نتائج لتجارب مر بها الشخص أو غيره يعرفها أو
يتقنها ويستدعيها في المواقف المماثلة
بمعنى انه محتوى قابل للزيادة والتعديل عن الحاجة مع
امكانية التعديل ..
2. التنوع : عبارة عن مجموعة من الخبرات العديدة والمتنوعة .
3. العمق العلمي والفكري : القدرة على دمج الخبرات التربوية والإمكانات والمعارف
العلمية والنفسية والاجتماعية مع عمق معرفي وعلمي جيد يزيد قليلاً عما تأخذه بقية الطالبات في
المدرسة أي أعلى بقليل عما تعرفه بقيه الطالبات العمق الفكري : تعني به مهارات التفكير المتنوعة ...
4. الاختلاف عن المحتوى الدراسي بعيداً عن
النمطية ...
الأهداف العامة للبرامج الإثرائية:
1)المساعدة على مضاعفة تعلم المهارات الأساسية بناء على
احتياجات الطالبات وليس أعمارهن . مثال (( ظهور مشكلة من حيث الاستجابة تعنى أن
الطالبة لديها مشكلة من حيث المهارات الأساسية كالقراءة الناقدة )) .
2) التعامل مع محتوى علمي ومصادر تعلم لا تتوافر في
المنهج الدراسي العام .
3) استكشاف مجالات متنوعة من العلوم والمعارف .
4) توفير فرص للمتعلم للمشاركة في اختيار المحتوى .
5) تنمية المهارات التفكيرية العليا ( تفكير ناقد ــ
تفكير ابداعي ) ويقصد بها الجانب التطبيقي والعملي .
6) تنمية السلوك الإبداعي.
7) تنمية القدرات الشخصية المؤثرة في النمو الشامل .
8) تنمية الدوافع الداخلية نحو التعلم .
9) التعمق الرأسي في مجالات علمية ومهارية محددة . ومن البرامج الاثرائيه للموهبه برنامج الاثرائي الذي تقدمه موسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبه والابداع.
مثل رؤية المملكة 2030 نقطة تحول كبرى نحو تنمية مستدامة، ودولة عصرية تعتمد على الاستثمار والخصخصة وتنويع مصادر الدخل، وزيادة إيرادات المملكة غير النفطية، والاستفادة من جميع مواردها وإمكاناتها المختلفة. ومن أهم عناصر هذه الرؤية الاهتمام بالمورد الأهم وهو المورد البشري وتوظيف إمكاناته في تحقيق هذه الرؤية من خلال الاهتمام بقاطرة التنمية الفاعلة وهي التعليم. وتهتم الحكومات عند تطوير تعليمها بقوانين النهوض، حيث تصنع بيئة داعمة للموهبة لتضمن رعاية الموهوبين في جو محفز على إنتاج الإبداع والابتكار لإيمانها بما تمتلكه هذه الفئة من قدرات عالية وأداء متميز يساعد على تقدم الأمم والمجتمعات وتطورها، ونجد ذلك ماثلاً في الأشخاص الذين غيروا مجرى الحياة وساهموا في ارتقاء الحضارة الإنسانية باختراعاتهم وابتكاراتهم واكتشافاتهم، كيف لا وهم الورقة الرابحة في اقتصاديات كثير من الدول والكيانات الاقتصادية العالمية لما يمتلكونه من تفكير غير تقليدي ولامتلاكهم لمهارات حل المشكلات وهي من مهارات القرن 21.
من هذا المنطلق يأتي على عاتق وزارة التعليم ومع رؤية المملكة 2030 الاهتمام بالخدمات الطلابية المقدمة للموهوبين والاستثمار في قدراتهم، وجعل الاهتمام بهم وظيفة أساسية من وظائف المدرسة وقيمة عليا تقوم عليها في أداء مهامها، والعمل على رعاية وتنمية هذه المواهب سواء كانت في شكل استعدادات كامنة أو تطورت ووصلت لمراحل متقدمة من الابتكار والإبداع. وبما أن حاجات الطلاب الموهوبين مختلفة عن بقية الطلاب، فيجب أن تتجاوز هذه الخدمات برامج التسريع والإثراء التقليدية، وأن تقدم الدعم العلمي والمادي لهم، وتستقطب المختصين في برامج الموهبة والإبداع، وتأهيل قدرات العاملين في هذا المجال وتزويدهم بكل جديد، والعمل بشكل أكبر وأكثر ديناميكية في برامج الكشف عن الموهوبين في مختلف المراحل التعليمية، وإعداد وتوفير أعضاء دائمين في المدارس لرعاية الموهوبين والمبدعين، وتدريبهم على بعض المقاييس المستخدمة في هذا المجال مع الاهتمام برفع جرعات التوعية المدرسية والمجتمعية في تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار والملكية الفكرية، ومساندة الموهوبين في حفظ حقوقهم الفكرية بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة كمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع أو مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أو مكاتب الاختراع، وأيضاً إدراج برامج تنمية مهارات التفكير كبرنامج سكامبر أو مهارات حل المشكلات بشكل تطبيقي مهاري يمارس فيه الموهوبين ما تعلموه من خلال مواقف وتجارب تم الإعداد لها مسبقا، وتنظيم المعارض والمسابقات التي تبرز ابتكارات واختراعات هذه المواهب وتسهل لهم الالتقاء بالرعاة والمانحين بما يخدم كافة الأطراف، وفتح المجال للمبادرات التي تختص بالموهبة والإبداع بمختلف أشكالها، وسن التشريعات والأنظمة التي تكفل الوصول للأهداف المنشودة.
ويبقى تفعيل جوانب التوجيه والإرشاد فهي ببرامجها النمائية والوقائية والعلاجية تساعد الموهوب على التكيف مع نفسه وبيئته الدراسية وأقرانه ومجتمعه، وتساهم بشكل كبير في دعم موهبته وإبداعه بخدماتها التربوية والتعليمية والنفسية والاجتماعية والسلوكية داخل المدارس وخارجها، وتقديم برامج خاصة لتدريب الموهوبين على المهارات القيادية، حيث أفادت معظم البحوث والدراسات أن الموهوبين يمثلون 2-5% من أفراد مجتمعاتهم، وهم الذين يعوّل عليهم الشيء الكثير في التطوير والتغيير في حياة مجتمعاتهم والإنسانية عامة.